ننتقل الآن إلى قضيَّة مهمَّة عند
الصوفية وهي قضية أنَّ أعلى سند عند
الصوفية ينتهي إلى
علي رضي الله عنه، يقولون: إنَّ
علياً أخذ الخِرقة مِن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!!
فهذه الخرقة يتناقلونها يداً عن يدٍ إلى
علي رضيَ الله عنه، ويتعلق
الصوفية بـ
علي رضي الله عنه تعلُّقاً شديداً يشبه تعلُّقَ
الرافضة.
وبهذا تظهر لنا الصلة الوثيقة بين دين
الشيعة الذي أسَّسه
عبد الله بن سبأ وبين التصوف، فتأليه البشر، أو الحلول والاتحاد -الذي ادَّعاه
عبد الله بن سبأ موجودٌ لدى الطائفيين جميعاً، وأصله -كما نعلم- مِن اليهود؛ لأنَّ
عبد الله بن سبأ يهوديٌّ؛ فأصلُ هذا الحلول مِن اليهود، واليهودي
بولس شاؤل هو الذي أوجد هذا الحلول في دين النَّصارى، وقال: إن الله -جلَّ وتعالى عن ذلك- حلَّ في عيسي عليه السلام، فهو مبدأ يهودي أدخله اليهود في هذه الأديان.
الحاصل: أَّننا نجد أنَّه في القرن الخامس اجتمعت الضلالات والبدع، ونجد أنَّ نهاية سند الخرقة
الصوفية، ومبدأ العلم اللدنِّي، والحقيقة -التي يدَّعونها- علم الباطن ينتهي إلى
علي رضي الله عنه.
وكذلك المعتزلة تدعي أن سندهم ينتهي إلى
علي رضي الله عنه وأنَّه أولُّهم، ففي كتاب
طبقات المعتزلة وكتاب
المنية والأمل وأمثاله يجعلون أولَّهم
علي رضي الله عنه، فأوَّل المتكلمين هو
علي رضي الله عنه.
وكذلك -أيضاً- بالنِّسبة
للشيعة؛ فمن المعروف أنَّهم يجعلون
علياً -رضي الله عنه- أول الأئمَّة الإثنى عشرية. وكذلك الفرق
الباطنية يدعون أن
علياً -رضي الله عنه- هو الدور السابع مِن أدوار
الباطنية، أو
الإسماعيلية، على اختلاف فِرَقِهم في ذلك.
إذاً هناك خطط ومؤامرات، وجدوا أنَّ نجاح هذا الهدف، وتحقيق هدم الإسلام يمكن أن يكون عن طريق تدفق العواطف لحب
علي رضي الله عنه.
و
الصوفية لما رأوا كراهية عامة المسلمين للتشييع والرفض؛ لجئوا إلى الطريق الأخبث، وهو الغلو في محبة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكلُّ ذلك بإيحاءٍ مِن الشيطان، فغلا هؤلاء في النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمََم غلُوّاً خرجوا به في كثيرٍ مِن الأمور عن حدِّ الإسلام، وهذا يدلُّ على أنَّ هناك تخطيطاً وتعاوناً ماكراً هدفه هدم الإسلام، واجتثاث هذا الدين من أساسه، والقضاء على عقيدة
أهل السنة والجماعة بالتلاعب بعواطف العامة بالنسبة لحبِّ
علي رضي الله عنه، أو حب النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.